ذلك الإنسان المهاجر، حاله حال الكثير من المغتربين الذين قهرتهم الظروف القاسية في بلدانهم والتي أجبرتهم على الرحيل إلى دولٍ مختلفة فكان همّهم سجون الآمان والاستقرار في تلك الدول. هكذا هو العامل الذي أتى ليُقيم ويعيش والده الذي اشتد به الحنين بالعودة إلى حضن الذاكرة التي زرعت في داخله المأوى، فعاد لذلك الوطن المتألم الذي لا يستقبل سوى الأزمات والمطاردات والأرضة التي جردت العامل ذاته إلى حال التشرّد، فيكون في حيرة من أمره، بين وطنين، فالأول وطنه الأم وحالة الانكسار والانبطاح والخيبة، والثاني وطن الهجرة والعمل الذي ظل يبحث في ضياع الحلم الذي يسكنه، وفي الأخير لم يعد يشبه فيما مضى ولا فيما هو قادم.
ينتهي العرض بنهاية مفتوحة، يضفي بها نوعاً من التأمل، فالممثل الواحد في مكان لا يشبه أحد ليقدّم عرضاً مسرحياً بثقة وألم.