ينام “بليد” ممسكًا بمضربه وهو العالم بلا هدى بين قارّتين.. تطارده الكوابيس.. يصطاد حداءً سحريًا فيجعله منه غنيمته، التي يزداد تعلقًا بها وهو يرفعها مثل تاج فوق رأسه.
يعود “بليد” إلى الميناء، يبحث في شبكته البائسة الخالية من الأسماك، ليجد مأسي العالم.. نفايات بلاستيكية، قفعة ديناصور متقرض مهترئة قديمة، ورضيع غريق يحاول إنعاشه وإرجاعه لأسرته.
بسرعان ما يضيع “بليد” في فوضى العالم الذي يحاول إعادة ترتيبه بندائه الحذاء السحري، الذي يحاول توجيه خطوات حياته، ولكن “بليد” يريد أن يكون سيد مصيره، ويقرر أن يخوض معركة معه.
بارتدائه الحذاء السحري، يرتدي “بليد” زي رجل المدينة لمواجهة المجتمع، يسير على الطريق حاملاً أحلامه وما تبقى من الماضي في حقيبة ضخمة تهاجمه قطط وكلاب المجتمع أثناء المسير.
إنه في المدينة بين الرجال الأغنياء الذين يدقون أوراق نجاحهم في وجهه. تلك الأوراق هي مجرد موسيقى لأذان “بليد” التي تدعوه إلى رقصة الحياة، التي تدور وتماثل بحريّة، لكنه وحده من يستطيع سماع نداء الحياة وسط ضجيج الأوراق المادية.
يحذره صوت صغير أن عليه الامتثال، وترتيب الأمور، والمضي مثل أي شخص آخر في المجتمع. “بليد” يرفض وبعنف، يسحق ذلك الصوت الصغير وحيدًا، رفقة حذائه، عليه مواجهة الليل والخلود للنوم، ولكن اضطراب المجتمع لا يترك له مجالًا للراحة. وحدها براءة الطفولة، ووعود أبراج الفلك، التي يجدها في صحيفة قديمة تدفعه للنوم ولكن سرعان ما تهاجمه الكوابيس.
يبحث “بليد” عن الراحة في حب مضى. يتصل به، بعد تردد، يستجيب له ويذكره بجراحه القديمة.
يتذكر “بليد” اليأس أنه يحمل موته في شجرة الحياة الصغيرة القابعة في جيب سترته. يسحبها، يزرعها، ثم يسقيها، فهو يريدها أن تكبر ليعد من أحد أغصانها مشنقة. يريد “بليد” أن تنمو شجرة الحياة، وأن تكون أغصانها قوية لكي يربط عليها حبل الموت.