عبدالهادي الدعاس
شهد مجمع زايد التعليمي بدبا الفجيرة عرضًا مميزًا حمل عنوان “خطوة”، ضمن فعاليات اليوم الأول لمهرجان المونودراما المدرسي، الذي يأتي كجزء من النسخة الحادية عشرة لمهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما. المسرحية من إخراج سعيد الهراسي وأداء الطالب محمد اليماحي، تناولت قضايا مرحلة المراهقة وما يرافقها من تحديات نفسية واجتماعية، وتأثير الهواتف المحمول على الأجيال وتشتت اذهانهم وافكارهم وتخليهم عن ممارسة الأمور الطبيعة في حياتهم في سبيل الجلوس امام هواتفهم الجوالة، وسط أداء أذهل الجمهور وأثار إعجابهم.
وفي تعليق خاص، أشاد عضو لجنة التحكيم الدكتور محمد أبو الخير بأهمية إدخال فن المونودراما إلى المسرح المدرسي، قائلًا: “وجود فن المونودراما في المسرح المدرسي خطوة متميزة جدًا، لأنه يتيح للطلاب الفرصة للوقوف بمفردهم على خشبة المسرح، مما يعزز ثقتهم بأنفسهم، ويطور مهاراتهم في النطق والإحساس وإخراج الألفاظ. المونودراما كفن يعتمد على عناصر متكاملة مثل الديكور، والموسيقى، والملابس، والإكسسوارات، ما يسهم في تطوير مواهب الطلاب ويتيح لهم التعرف على مختلف الفنون المسرحية.
وهذه التجربة تمثل خطوة فريدة من نوعها، لأنها لا تقتصر على صقل مهارات الأداء، بل تساهم أيضًا في بناء فكر ووجدان الطلاب من خلال التربية الفنية والتذوق النقدي. إدخال هذا النوع من المسرح في المدارس يعكس رؤية مستقبلية رائعة، ونحيي جهود إدارة الفجيرة ووزارة التربية والتعليم على هذا التعاون المثمر”.
بدوره، أكد الفنان الإماراتي حبيب غلوم على أهمية المونودراما في المسرح المدرسي، موضحًا: “مسرح المونودراما هو مسرح فكري يعتمد على ممثل واحد يوصل الرسالة للجمهور، وهو خيار مثالي للمسرح المدرسي. هذا النوع من المسرح يعالج التحديات التي تواجهنا في المسرح المدرسي، مثل صعوبة جمع الطلاب للتدريبات بسبب مواعيد الدراسة. والتركيز على طالب واحد يمنحنا فرصة لتطوير إمكانياته وتأهيله ليصبح جزءًا من خارطة المسرح الإماراتي مستقبلًا.
وفي الحقيقة ما رأيناه في عرض “خطوة” كان رسالة رائعة حول تأثير التكنولوجيا على حياتنا. فكرة أن استعادة الذات تبدأ بترك الموبايل والتواصل مع الواقع هي رسالة مهمة جدًا للطلاب. شكرًا لوزارة التربية والتعليم ومهرجان الفجيرة على دعمهم لهذه التجربة التي تقدم قيمة حقيقية لجيل المستقبل”.
من جهته، عبّر مخرج العمل سعيد الهراسي عن فخره بالعرض الذي قدمه الطالب محمد اليماحي، مشيرًا إلى أهمية هذه التجربة في تعزيز ثقة الطلاب بأنفسهم. وقال: “عرض “خطوة” تجربة متميزة أثبتت أن الطلاب قادرون على مواجهة التحديات الكبيرة مثل الوقوف منفردين على خشبة المسرح. وما شاهدناه اليوم هو نتاج جهد كبير من الطالب محمد اليماحي، الذي استغل التدريبات بشكل إيجابي وقدم أداءً رائعًا أمام الجمهور.
والمسرح المدرسي ليس مجرد نشاط فني، بل هو وسيلة لبناء شخصيات الطلاب وتعزيز مهاراتهم الفنية والاجتماعية. فأنا أشعر بالفخر بكل الطلاب الذين شاركوا، وأتمنى أن يستمر هذا النوع من العروض في تقديم تجارب ثرية لهم”.
أما الطالب محمد اليماحي بطل العرض، فقد أعرب عن سعادته الكبيرة بالمشاركة في هذا العمل، قائلًا: “كانت تجربة رائعة ومليئة بالتحديات، لكنني شعرت بسعادة كبيرة وأنا أؤدي دوري على المسرح. فالمسرح هو عالمي الذي أجد فيه نفسي، وأحببت أن أكون جزءًا من هذا المهرجان الذي أظهر لي قدراتي الحقيقية. أتمنى أن أواصل العمل في المسرح، وأقدم أعمالًا تلامس قلوب الجمهور”.
واختتم عرض “خطوة” بتفاعل كبير من الجمهور، الذي أشاد بالرسائل العميقة التي حملتها المسرحية، خاصة أنها تتناول موضوعات تمس حياة جيل الشباب في العصر الحديث. أثبت الطلاب المشاركون قدرتهم على تقديم نصوص تلهم زملاءهم وتترك أثرًا إيجابيًا في تفكيرهم، مما يعزز أهمية استمرار هذه التجارب المسرحية في المدارس. مهرجان المونودراما المدرسي ليس مجرد مهرجان فني، بل هو نافذة أمل وإبداع لأجيال المستقبل.